سورة يس - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يس)


        


قوله عز وجل: {قَالُواْ إنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: تشاءَمنا بكم، وعساهم قالوا ذلك لسوء أصابهم، قاله يحيى بن سلام. قيل إنه حبس المطر عن أنطاكية في أيامهم.
الثاني: معناه إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم، قاله قتادة: تحذيراً من الرجوع عن دينهم.
الثالث: استوحشنا منكم فيما دعوتمونا إليه من دينكم.

{لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لنرجمنكم بالحجارة، قاله قتادة.
الثاني: لنقتلنكم، قاله السدي.
الثالث: لنشتمنكم ونؤذيكم، قاله النقاش.

{وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} فيه وجهان:
أحدهما: أنه القتل.
الثاني: التعذيب المؤلم قبل القتل.

قوله عز وجل: {قَالُواْ طَآئِرَكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُمْ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: أن أعمالكم معكم أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا، قاله قتادة.
الثاني: أن الشؤم معكم إن أقمتم على الكفر إذا ذكرتم، قاله ابن عيسى.
الثالث: معناه أن كل من ذكركم بالله تطيرتم به، حكاه بعض المتأخرين.
الرابع: أن عملكم ورزقكم معكم، حكاه ابن حسام المالكي.

{بَل أَنتُمْ قومٌ مُّسْرفُونَ} فيه وجهان:
أحدهما: في تطيركم، قاله قتادة.
الثاني: مسرفون في كفركم، قاله يحيى بن سلام. وقال ابن بحر: السرف ها هنا الفساد ومعناه بل أنتم قوم مفسدون، ومنه قول الشاعر:
إن امرأ سرف الفؤاد يرى *** عسلاً بماءِ غمامة شتمي
وقيل: إن شمعون من بينهم أحيا بنت ملك أنطاكية من قبرها، فلم يؤمن أحد منهم غير حبيب النجار فإنه ترك تجارته حين سمع بهم وجاءهم مسرعاً فآمن، وقتلوا جميعاً وحبيب معهم، وألقوا في بئر. قال مقاتل: هم أصحاب الرس: ولما عرج بروح حبيب إلى الجنة تمنى فقال {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بَمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}


قوله عز وجل: {وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} اختلف فيه على ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه كان إسكافاً، قاله عمربن عبد الحكيم.
الثاني: أنه كان قصاراً، قاله السدي.
الثالث: أنه كان حبيب النجار، قاله ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد.

{قَالَ يَا قَومِ اتَّبِعُواْ الْمُرْسَلِينَ} وفي علمه بنبوتهم وتصديقه لهم قولان:
أحدهما: لأنه كان ذا زمانة أو جذام فأبرؤوه، قاله ابن عباس.
الثاني: لأنهم لما دعوه قال أتأخذون على ذلك أجراً؟ قالوا لا، فاعتقد صدقهم وآمن بهم، قاله أبو العالية.

قوله عز وجل: {اتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً} يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون قال ذلك تنبيهاً على صدقهم.
الثاني: أن يكون قال ذلك ترغيباً في أجابتهم.

{وُهُم مُّهْتَدُونَ} يحتمل وجهين:
أحدهما: مهتدون لهدايتكم.
الثاني: مهتدون فاهتدوا بهم.
قوله عز وجل: {وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} أي خلقني {وَإِلَيهِ تُرْجَعُونَ} أي تبعثون. فإن قيل: فلم أضاف الفطرة إلى نفسه والبعث إليهم وهو معترف أن الله فطرهم جميعاً ويبعثهم إليه جميعاً؟
قيل: لأنه خلق الله تعالى له نعمة عليه توجب الشكر، والبعث في القيامة وعيد يقتضي الزجر، فكان إضافة النعمة، إلى نفسه إضافة شكر، وإضافة الزجر إلى الكافر أبلغ أثراً.
قال قتادة: بلغني أنهم لما قال لهم: وما لي لا أعبد الذي فطرني وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه وهو يقول: يا رب اهدِ قومي، أحسبه قال: فإنهم لا يعلمون.

قوله عز وجل: {إِنِّي ءَامَنتُ بِرَبِّكُم فَاسْمَعُونِ} فيه قولان:
أحدهما: أنه خاطب الرسل بذلك أنه يؤمن بالله ربهم {فَاسْمَعُونِ} أي فاشهدوا لي، قاله ابن مسعود.
الثاني: أنه خاطب قومه بذلك، ومعناه إني آمنت بربكم الذي كفرتم به فاسمعوا قولي، قاله وهب بن منبه.


قوله عز وجل: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} فيه قولان:
أحدهما: أنه أمر بدخول الجنة.
الثاني: أنه أخبر بأنه قد استحق دخول الجنة لأن دخولها يستحق بعد البعث.

{قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} في هذا التمني منه قولان:
أحدهما: أنه تمنى أن يعلموا حاله ليعلموا حسن مآله وحميد عاقبته.
الثاني: أنه تمنى ذلك ليؤمنوا مثل إيمانه فيصيروا إلى مثل حاله. قال ابن عباس: نصح قومه حياً وميتاً.

ويحتمل قوله: {وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكرَمِينَ} وجهين:
أحدهما: ممن أكرمه بقبول عمله. الثاني: ممن أحله دار كرامته.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7